أخبار وتقارير

رحلة ناصر هادي: من قائد عسكري لأسير حرب (تقرير)


       

ناصر منصور هادي هو شقيق الرئيس اليمني السابق وقائد عسكري وأمني. ولد في محافظة أبين في منطقة الوضيع، التي تعد مهداً لرؤساء سابقين، في عام 1955. درس في مدرستي “الخديرة” و"دار المعلمين" بزنجبار، ثم سافر إلى الاتحاد السوفياتي لإكمال تعليمه الأمني لأربع سنوات. عاد إلى اليمن وعمل في وزارة الداخلية في جمهورية اليمن الديمقراطية قبل اندلاع الحرب عام 1986.

شارك في حرب 1994 وتولى قيادة القوات الخاصة في عدن وأصبح وكيل جهاز الأمن السياسي في محافظات عدن، ولحج وأبين.

في سبعينات القرن الماضي، ألتحق بالجيش وتدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى قائد للقوات الخاصة في عدن. خاض معارك وأظهر مهارات قتالية واستخباراتية عالية. كان يعمل كذراع أمنية لشقيقه عبد ربه منصور هادي، بعد أن تولى هذا الأخير رئاسة الجمهورية خلفًا لصالح في 2012.

في مارس 2015، سقط هو ووزير الدفاع وقائد اللواء 119 مشاة واللواء فيصل رجب وبعض القادة العسكريين والأمنيين المهمين في قبضة ميليشيا الحوثي، بعد أن أصابته رصاصة سمحت للحوثيين بالإمساك به ونقله على الفور إلى صنعاء، حيث أُسِر في سجن مجهول وتدهورت حالته الصحية، خاصة بعد إصابته بفيروس كورونا في منتصف عام 2020 وفقًا للعديد من الروايات.

اختطافه كان ضربة قاسية للشرعية اليمنية، بعد أن سيطر الحوثيون على صنعاء في نهاية عام 2014، وكانت ظروف سقوطه ومعه عدد من القادة العسكريين من بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي في يد ميليشيا الأسر لغزًا عجيبًا لم تكشف ألغازه بشكل كاف كما هو الحال في كثير من تفاصيل الحرب الدموية. وهو واحد من أهم الشخصيات التي أُفرج عنها ضمن صفقة الدفعة الأولى لعملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي التي انطلقت يوم الجمعة.

ناصر هادي تمتع بسمعة حسنة وقبول شعبي في جنوب اليمن، وكانت بعض المصادر تقول إنه كان يلعب دورًا في التوسط لحل المشاكل القبلية والاجتماعية والمدنية.

خروجه من الطائرة بجسم نحيل ووجه باهت يشهد على تسع سنوات من السجن والمرض الذي تحمله، ينتظر اليمنيون والمهتمون بأسرار الأحداث ماذا سيقول “شقيق الرئيس” السابق بعد فترة عصيبة شهدتها البلاد والمنطقة ليفضح جزءًا من الأسرار التي حصلت في واحدة من أشد فترات التاريخ اليمني صعوبة.

وبعد تسع سنوات من الغياب والصمت، يعود اللواء ناصر منصور هادي إلى الحياة العامة، ويواجه تحديات جديدة في ظل تغيرات كبيرة في الساحة اليمنية والإقليمية. هل سيكون له دور في المصالحة الوطنية والسلام المنشود؟ أم سيكون مجرد شاهد على مأساة البلاد التي لا تنتهي؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، وما سيحدده موقفه ومواقف الأطراف المتصارعة في اليمن.