أخبار وتقارير

عمان… الدولة التي تحولت إلى مفتاح السلام في اليمن (تقرير)


       

سلطنة عمان تلعب دورا دبلوماسيا قويا في الملف اليمني، حيث تسعى إلى إنهاء الصراع المستمر منذ ثمان سنوات بين الحكومة والحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى، وتستغل عمان علاقاتها الجيدة مع كل الأطراف المعنية، بما في ذلك إيران والسعودية والإمارات والأمم المتحدة، لتقريب وجهات النظر وتقديم ضمانات للطرفين للمشاركة في مفاوضات السلام. كما تستضيف عمان جرحى ووفودا سياسية من كلا الطرفين.

 

الكاتب الصحفي، فتحي بن لزرق، رئيس تحرير جريدة عدن الغد، مدح انتهاج عمان سياسة حكيمة وعقلانية، حيث قال: ‏لسنوات طويلة قٌدمت عُمان على انها الدولة التي حاولت الحاق الأذى بالسعودية. وأشار: ولكن بعد 8 سنوات من الحرب اثبتت الوقائع ان العمانيين كانوا الأحرص على المنطقة. وأضاف: سياستهم العقلانية الحكيمة والوسطية التي انتهجها السلطان قابوس وسار عليها السلطان هيثم أوصلت الجميع الى حلول مرضية وعادلة .

 

علاوة على دورها الوساطة، تقدم عمان مساعدات إنسانية للشعب اليمني الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم. تشارك عمان في مؤتمرات دعم الاستجابة الإنسانية في اليمن التي تنظمها الأمم المتحدة، وتقدم تبرعات مالية وعينية للوكالات الإنسانية التابعة لها. كما تفتح حدودها لإدخال المساعدات إلى اليمن، وتستقبل نازحين يمنيين على أراضيها.

 

عمان تؤكد أنه لا حل عسكري للأزمة اليمنية، وأن الحل يكون سلميا وشاملا وقائما على حوار يقوده اليمنيون برعاية الأمم المتحدة. كما تدعو عمان إلى وقف إطلاق النار فورا في جميع أنحاء البلاد، وإلى احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني، وإلى تخفيف المعاناة التي يتكبدها المدنيون، خصوصا الأطفال.

 

فاليمن يشهد صراعا مسلحا منذ عام 2014 مع الحوثيين. وقد أدى هذا الصراع إلى تدهور الوضع الإنساني في البلاد، حيث يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وتهدد المجاعة ملايين الأشخاص، وتتفشى الأمراض والأوبئة.

لذلك تستخدم سلطنة عمان حكمتها وخبرتها في التعامل مع المشكلات المُعقّدة في المنطقة لتقديم خِدْمَاتِهَا كوسِيلَةٍ لِإِصْلاَحِ ذَاتِ البين، وتقديم مساعدات إنسانية للشعب اليمني من خلال تقديم المواد الغذائية والطبية والمأوى والمياه والصرف الصحي والتعليم والحماية. وفقا للأمم المتحدة، قدمت عمان 25 مليون دولار كمساهمة في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2020.

كما تدعم سلطنة عمان أيضا المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية التي تعمل في اليمن، مثل الإغاثة الإسلامية، التي قدمت المساعدات الغذائية لأكثر من 2.5 مليون يمني، وتوزع المواد غير الغذائية، وتقدم خدمات الرعاية الصحية والتغذية والتعليم.

وبهذا تظل راية سلطنة عمان عالية خفاقة، في ظل سعيها لإنقاذ اليمن، حكومة وشعبا، ويجمع بينها وبين أبناء اليمن أخوة وتقديرا على مر الزمن.