اليمن في الصحافة

وكالات: بعد 8 أعوام من الحرب... هل اليمن على موعد مع سلام عام ينهي المأساة؟


       

 

تواصل الأزمة الصعبة لعامها الـ (8) على التوالي، يبدو أنّ اليمن مقبل على انفراجة تاريخية وشيكة، فقد أكد مصدران لـ "رويترز" الجمعة أنّ مبعوثين سعوديين وعُمانيين يعتزمون السفر إلى العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع المقبل للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع مسؤولي جماعة الحوثي وإنهاء الصراع المستمر.

 

كما ذكرت مصادر يمنية مطلعة لصحيفة "العرب اللندنية" أنّ فريقاً عسكرياً وأمنياً مشتركاً من السعودية وسلطنة عُمان سيغادر إلى صنعاء للقاء القيادات الحوثية ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تمديد شامل للهدنة، يتضمن بنوداً للتهدئة السياسية والإعلامية والعسكرية وتطبيع الأوضاع الاقتصادية والشروع في حوار موسع حول التسوية النهائية للحرب في اليمن.

 

وأشارت المصادر إلى أنّ الرياض عرضت مسودة الاتفاق على مجلس القيادة الرئاسي خلال اجتماع ضم وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الخميس، حيث أبدت الشرعية اليمنية موافقتها على مضامين الاتفاق مع إبداء بعض المخاوف والمطالبة بضمانات كافية للالتزام الحوثي.

 

وسيتم الاتفاق عبر مرحلتين، بعد استيعاب ملاحظات جميع الأطراف ووضع آلية مؤقتة تتضمن إجراءات عديدة لبناء الثقة في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية، من بينها خفض مستوى التوتر، واستكمال برنامج تبادل الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل، وتفعيل قرارات لتوحيد البنك المركزي اليمني، بالتوازي مع تنفيذ حزمة من البنود المرتبطة بالمسار الإنساني مثل فتح المطارات والموانئ واستئناف تصدير النفط وصرف رواتب موظفي الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

وبحسب "روتيرز"، فإنّه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد تعلن أطراف الصراع في اليمن عن اتفاق قبل عطلة عيد الفطر التي تبدأ في 20 نيسان (أبريل)، وذلك بحسب ما ذكرته الوكالة.

 

وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادرها أنّ المناقشات تركز على إعادة فتح الموانئ والمطارات اليمنية بالكامل، ودفع رواتب موظفي القطاع العام، وعملية إعادة الإعمار، والانتقال السياسي.

 

وقالت مصادر في الحكومة الشرعية لـ "إندبندنت عربية": إنّ ترتيبات مكثفة تشهدها العاصمة السعودية الرياض بين قيادات الحكومة الشرعية اليمنية وآخرين من مجلس التعاون الخليجي، والأمم المتحدة والصين والولايات المتحدة، بحثت التطورات في إطار الجهود الحثيثة التي يبذلها المجتمعان الإقليمي والدولي لإطلاق عملية سياسية شاملة لوضع حد نهائي للحرب وإحلال سلام عادل ومستدام.

 

ومرّ عام كامل على الهدنة الأممية التي أعلنت بين أطراف الحرب في اليمن (دخلت حيّز التنفيذ في الأول من شهر رمضان الماضي، الذي صادف 2 نيسان/ أبريل 2022)، لكنّها انتهت في تشرين الأول (أكتوبر)، واستمرت من دون اتفاق على تمديدها، في ظل رفض الحوثيين تمديدها، فقد وضعوا عدداً من "الشروط التي لا تنتهي" للموافقة عليها.

 

ولتحقيق خطوات حقيقية في الاتفاق المرتقب تتجاوز حالة الإخفاقات الماضية التي أبرمتها مع جماعة الحوثي، تشير المصادر إلى أنّ الحكومة اليمنية سلمت ردها الأخير متضمناً التعديلات التي طرحتها؛ من بينها "توفير ضمانات بعدم وجود أيّ تحايل أو تراجع من جانب الحوثيين"، وأنّه في حال حدث "أيّ تلاعب أو التفاف من الحوثيين ستكون الحكومة اليمنية غير ملزمة به، ويجب على المجتمع الدولي ردع هذه الحركة".