أخبار وتقارير

مسام تنقذ اليمنيين من جحيم الألغام (تقرير)


       

الجماعة الحوثية تزرع الموت يوميا في صدور اليمنيين، وفي أرضهم، ولا تهتم بمن يطأ على الألغام المزروعة، أكان طفل يحلم بأن يصير رجلا قويا، أو امرأة تسعى لرعاية أولادها، أو رجل في رقبته عائلة وأهل يحتاجون وجوده.

فرقة مسام السعودية هي مجموعة من خبراء نزع الألغام السعوديين والأجانب، تعمل تحت مظلة مشروع “مسام” الذي يموله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بهدف تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية بشكل عشوائي وخطير.

تصف نفسها بأنها "مشروع لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام.. مشروع إنساني يهدف إلى تطهير اليمن من فخاخ الموت التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء.”

وفي ظل تقرير حقوقي يوثق مقتل 2818 مدنيا جراء الألغام، وإصابة 3655 آخرين خلال الفترة الممتدة من شهر أبريل 2014 وحتى مارس 2022. يظهر جليا الدور المهم الذي تلعبه مسام في حقن الدماء البريئة في اليمن.

وقد أكد التقرير الذي أصدرته عدد من المنظمات الحقوقية احصائيات مخيفة بضحايا الألغام الحوثية خلال 8 سنوات في اليمن، مقتل 534 طفلا و177 إمراة و143 مسنا، بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات، بالإضافة إلى إصابة 854 طفلا و255 امرأة و147 مسنا، خلال الفترة المحددة بالتقرير في سبعة عشر محافظة يمنية تصدرتها تعز.

كما كشف التقرير الحقوقي الذي أعلن في مؤتمر صحفي بمحافظة مأرب تحت عنوان :”الألغام .. كابوس يطارد اليمنيين”، عن 12069 انتهاكاً ارتكبتها الميليشيا بحق المدنيين والأعيان المدنية خلال الثمان السنوات الماضية وتضرر 5085 مبنى متنوعا ما بين منشآت حكومية وممتلكات خاصة.

وقد طالت الشرور الحوثية أيضا فرقة مسام، حيث أشار التقرير الحقوقي إلى مقتل 33 من فرق نزع الألغام الذين يعملون في المشروع السعودي “مسام” وإصابة أكثر من 40، بعض بإعاقات دائمة، موضحة بأن الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام قد تمكنت من نزع 329 ألف لُغم وعبوة ناسفة وذخائر غير منفجرة.

مسام تواجه تحديات كبيرة في عملها، حيث تخوض حربا غير تقليدية ضد أنواع جديدة ومتطورة من الألغام التي صنعتها الميليشيات بطرق مخادعة ومتنوعة، مثل علب الفول وجذوع النخيل والصخور المفخخة. كما تفتقد فرقة مسام إلى خرائط دقيقة لمواقع الألغام، وتعتمد على معلومات الأهالي المحليين لتحديدها.

فرقة مسام تساهم في إنقاذ حياة الآلاف من المدنيين الذين يتعرضون لخطر الألغام كل يوم، خصوصا النساء والأطفال وكبار السن. كما تساهم في إعادة الحياة الطبيعية للأراضي الزراعية والحيوانية والصناعية التي كانت محجوزة بسبب الألغام. بالإضافة إلى ذلك، تساهم فرقة مسام في دعم جهود السلام والحل السياسي في اليمن، من خلال إزالة أحد أبرز عوائق التحول إلى مرحلة جديدة من التطور والإستقرار.