اتفاق الرياض وطهران.. ترجيح سعودي لمصلحة اليمنيين (تقرير)
في خطوة مفاجئة ومهمة، أعلنت المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، يوم الجمعة 10 مارس 2023، عن توصلهما إلى اتفاق يقضي بإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما في غضون شهرين، والتزامهما بالحوار والتعاون لحل المشكلات المشتركة.
جاء الإعلان في بيان مشترك صدر عقب اجتماع ثلاثي جمع وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، ونظيره السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، ووزير خارجية الصين وانغ يي في بكين.
التطور بالعلاقات بين طهران والرياض يتوقع خطوة تفتح فصلا جديدا بعد قطعها عام 2016 إثر اقتحام محتجِّي إيرانيين لها في طهران، كما يحمل تطورات أكيدة وحاسمة بمصير الحرب في اليمن.
ومن أبرز التأثيرات المتوقعة للاتفاق بين السعودية وإيران هو تسهيل الطريق لعودة عملية السلام في اليمن، التي تشهد حربًا أهلية منذ سبع سنوات خصوصا في ظل جهود المبعوث الأممي إلى اليمن لتحقيق التقارب.
والصراع في اليمن هو أحد أكثر النزاعات تعقيدًا وتأثيرًا في المنطقة، حيث يشارك فيه مختلف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، وتلعب المملكة العربية السعودية دورا لا ينسى تاريخيا بمشاريعها الإغاثة والإنسانية وحماية ملايين اليمنيين من بطش الحوثيين الذين يتلقون مساعدات عكسرية من إيران لاستهداف الأبرياء.
وتعكس الخطوة السعودية ترجيحا لكفة اليمنيين لدى قيادة المملكة، خصوصا أن الرياض لطالما خاضت خلافات حادة مع النظام في طهران منذ عام 1979 دون هوادة، إلا أن الاتفاق الدبلوماسي الأخير يأتي لدفع الحوثيين إلى السلام بإيعاز من طهران حرصا من المملكة على عدم وقوع ضحايا جدد.