الهارش: قيادات الشرعية اليمنية أهدرت الدعم السعودي في صراعات شخصية وأوهام النفوذ
في تحليل سياسي صريح، أعرب الدكتور قاسم الهارش عن خيبة أمله إزاء أداء بعض قيادات الشرعية اليمنية، مشيرًا إلى أنهم أضاعوا فرصة تاريخية لاستعادة الدولة، رغم الدعم السخي الذي قدمته المملكة العربية السعودية.
وأوضح الهارش أن المملكة لم تبخل منذ اندلاع الأزمة في تقديم الدعم السياسي والمالي واللوجستي للشرعية اليمنية، انطلاقًا من موقفها الثابت في دعم اليمن واستقراره. إلا أن سوء إدارة هذا الدعم، وتوظيفه في غير موضعه، شكل خيبة أمل كبيرة لدى الأشقاء في المملكة، ولدى اليمنيين على حد سواء.
وأشار إلى أن تقارير متعددة، رسمية وغير رسمية، تؤكد أن جزءًا من الدعم المالي تم توجيهه نحو شراء عقارات في الخارج، خصوصًا في القاهرة وتركيا والأردن، في وقت كانت الجبهات بحاجة إلى التمويل، والوزارات والمؤسسات الشرعية تعاني من الشلل والتفكك.
وأكد الهارش أن الخطير في الأمر ليس فقط سوء استخدام الموارد، بل الاعتقاد الساذج لدى بعض القيادات بأن تحركاتهم خارج دائرة الرصد، وكأن الأجهزة المعنية في المملكة لا تتابع ولا تقيم. هذا النمط من التفكير يكشف عن انقطاع تام عن الواقع، وفقدان بوصلة المسؤولية الوطنية.
واختتم الهارش تحليله بدعوة إلى وقفة جادة، ليس فقط من المملكة الداعمة، بل من كل القوى الوطنية الصادقة، لإعادة تقييم المشهد، وتصحيح المسار، وتمكين الكفاءات القادرة على تحمل المسؤولية بعيدًا عن منطق المحاصصة والمصالح الضيقة.