بن لزرق يرثي زمن ما قبل الحرب: "كان الوطن حلمًا بسيطًا... واليوم صار ذاكرة دامعة"
استعاد الكاتب الصحفي فتحي بن لزرق ملامح الحياة في اليمن قبل أن تبتلعها الحرب ويغتالها الانقسام، مشيرًا إلى أن تفاصيل الحياة التي كانت تُعتبر تافهة وهامشية، باتت اليوم كل ما يتمنى المواطنون عودته.
كتب بن لزرق بأسلوب وجداني: "لو جلستُ مع يزن، ابني الصغير، ذات مساء، أحكي له عن زمن لم يكن فيه ضجيج الحرب ولا وجع الغلاء، لن يصدقني"، مؤكدًا أن الوطن الذي عرفه لم يعد كما كان، بل خفت نبضه وتبددت ملامحه.
وسرد تفاصيل من زمن مضى، حين كانت الطائرات الداخلية تُحلّق من عدن إلى حضرموت، ومن صنعاء إلى تعز، كأنها سيارات أجرة، والماء لا ينقطع، والكهرباء لا تخذل الناس، والطرقات مفتوحة بلا حواجز تفتيش ولا إذن عبور.
وأضاف: "هل سيصدق أن رجلاً كان في عدن مساءً، ويشاهد غروب الشمس في صنعاء بعد نصف ساعة فقط؟"، متسائلًا: "هل ما زال هناك من يذكر تلك الأيام؟ أم أن الحرب سرقت حتى الذكرى؟".
وختم بن لزرق منشوره بدعوة مفتوحة للناس، قائلاً: "اكتبوا لي... ما الذي كنتم ترونه تافهًا، ثم سرقته الحرب منكم وأصبح ذاكرة دامعة؟"، ليُطلق صرخة وجدانية لزمن أصبح فيه الوطن مجرد شتات وذكريات.