مقال لقاسم الهارش يثير ردود فعل واسعة.. "بن مبارك" بين مواجهة الفساد وتنفيذ إصلاحات اقتصادية (تقرير)
تقرير عين عدن - خاص
آثار المُحلل السياسي الدكتور قاسم الهارش، ردود فعل واسعة بحديثه في مقال عن أن منظومة الفساد ليست أقوى من إرادة الشعب الذي يتطلع لدولة قوية، وإشارته إلى أن اليمن يخوض اليوم واحدة من أخطر المعارك المصيرية، ليست فقط ضد الانقلاب والفوضى، بل ضد منظومة الفساد التي عششت في مؤسسات الدولة لعقود.
بين استعادة الدولة والفوضى والنهب
وأضاف المحلل السياسي الدكتور قاسم الهارش، أنها معركة بين مشروع وطني يسعى لاستعادة الدولة وترسيخ مؤسساتها، وبين قوى مستفيدة من الفوضى والنهب المنظم، لا تستطيع العيش إلا في بيئة الانقسام والتخريب، مُضيفا أن في هذا السياق، تأتي محاولات إضعاف الحكومة والتشويش على جهودها وإصلاحاتها، بما في ذلك إثارة الجدل حول استقالة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، كجزء من مخطط لإجهاض أي خطوات نحو استعادة الدولة.
حملات تضليل لإضعاف الحكومة
وتابع الدكتور الهارش: "لم يكن الطريق إلى استعادة الدولة يوما مفروشا بالورود، فكل خطوة نحو الإصلاح تواجه مقاومة شرسة من قوى اعتادت استغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مكاسبها الخاصة"، مُضيفا: "ولعل ما نشهده اليوم من حملات تضليل وتشويه تهدف إلى إضعاف الحكومة هو امتداد لهذه الحرب الطويلة التي تخوضها القوى الوطنية ضد أدوات الفساد والتخريب".
الدولة لا تُبنى بالصراخ والافتراءات
وأوضح الدكتور قاسم الهارش: "فالدولة لا تبنى بالصراخ والافتراءات، بل بالإرادة السياسية والعمل الدؤوب لإعادة المؤسسات إلى مسارها الصحيح"، مُشيرا إلى أن الحديث عن استقالة بن مبارك في هذا التوقيت ليس مجرد رأي سياسي عابر، بل هو جزء من مؤامرة واضحة تستهدف إفشال أي مشروع حقيقي قبل أن يكتمل.
مواجهة بن مبارك لمراكز الفساد
وتابع الدكتور قاسم الهارش، أنه منذ تولي الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئاسة الحكومة، خاض مواجهة مفتوحة ضد مراكز النفوذ والفساد، وعمل على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية كانت كفيلة بإعادة التوازن لمؤسسات الدولة، مُشيرا إلى أن هذه الخطوات لم ترق للكثيرين ممن اعتادوا استغلال الدولة كغنيمة، فبدأت حملات التشويه والتشكيك، أملاً في إرباك المشهد ودفعه للاستسلام.
لا حياد في معارك الوطن
وأشار الدكتور الهارش، إلى أنه في معارك الأوطان، لا مجال للحياد، فإما أن تكون في صف بناء الدولة أو في معسكر هدمها، مُضيفا أنه اليوم بحاجة إلى قيادات صلبة لا تنكسر أمام العواصف، بل تقاتل حتى النهاية لتحقيق المشروع الوطني المنشود، مُتابعا أن الرهان ليس على من يحاولون تعطيل عجلة الإصلاحات، بل على من يؤمنون بأن الدولة لن تبنى إلا بسواعد المقاتلين الحقيقيين، وليس بأوهام الفاسدين الذين يظنون أن الفوضى ستدوم إلى الأبد.
معركة استعادة الدولة مستمرة
واختتم الدكتور قاسم الهارش، مقاله بالحديث عن أن معركة استعادة الدولة مستمرة ولن تتوقف أمام حملات التشويه أو محاولات الهدم، مُشيرا إلى أن فمنظومة الفساد قد تكون قوية، لكنها ليست أقوى من إرادة الشعب الذي يتطلع إلى دولة قوية، مستقرة، وعادلة، واليمن لن يبنى إلا بمن يملكون العزيمة لمواجهة التحديات، وليس بمن يراهنون على سقوط الدولة لتحقيق مكاسب آنية، وعلى الجميع أن يدركوا أن مشروع التخريب لن ينتصر، وأن مستقبل لن يكون إلا بيد من يؤمنون بالدولة ويعملون لاستعادتها.