أحمد عقيل باراس: مازلنا نكرر أخطاء الماضي بهذا الفعل
قال أحمد عقيل باراس، في مقال له، أنه مازال هناك البعض يكرر أخطاء الماضي.
وجاء المقال على النحو التالي:
لقد مثل عدم تعاطي قوى الشمال التقليدية الحاكمة مع الامور بعقلية وطنية وايثارها لمصالحها الشخصية على المصلحة العامة وحبها للسلطة والسيطرة والنفوذ والثروة في ظل غياب اي مشروع حقيقي لها يحتوي الجميع ويشعر الناس بقيمتهم وبوجودهم ويحافظ على خصوصيتهم وبتمثيلهم فيه هي ما اوصلتنا اليوم في اليمن الى هذه الحالة المزرية التي ماكنا لنصلها لو تم التعاطي مع الامور بعقلانية وحكمة بعيداً عن الانانية ومفهوم الغلبة اذ لم تكن الفيدرالية رجس ولا الكونفدرالية شر بل كانتا مشروع لحياة امنة قابلة للاستمرارية وكانتا ( اي الفيدرالية والكونفدرالية ) لو اخذ باحدهما على الاقل ستحافظان على حياة البعض ممن رفضها وتمنعان تشرد وهوان بعضهم الاخر وحتى الاقاليم التي افضت اليها مخرجات الحوار الوطني وبالرغم مما اثارته من جدل فانها لم تكن مؤامرة ولا فخ وكان يمكن البناء عليها بدلاً من رفضها ونفس الشي ينطبق على اعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الادارة الذاتية في عدن لم يكن ذلك الاعلان يستحق قيام كل تلك الحروب الضروس عليه من قبل اطراف عدة حتى من داخل الانتقالي نفسه والاستماتة في افشالة مع ان اعلان الادارة الذاتية قد منع انزلاق عدن في الفوضى وحافظ على مابقي فيها من خدمات من الانهيار ولم يشفع لها ذلك ولا كون من اعلنها وتراس ادارتها القائم حينها بمهام رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الجمعية الوطنية اللواء احمد سعيد بن بريك .
واليوم وبالرغم من تغير الازمنة والشخوص ومماتم اكتسابه من خبرات وتجارب هانحن اليوم وبكل اسف نكرر نفس الاخطاء فنرفض وبصلف بل وشيطنة اي دعوة او فكرة للتخلص من الحكم المركزي والحصول ولو على بعض الاستقلالية عن المركز ومن اجل الخدمات فقط كالدعوة للحكم الذاتي في حضرموت فكما رفضت الفيدرالية والكونفيدرالية في السابق ورفضت الاقاليم في وقت لاحق وفي وقت قريب رفضت الادارة الذاتية للجنوب يتم اليوم رفض فكرة او دعوة الحكم الذاتي في حضرموت ولنفس الاسباب وبنفس الطريقة السابقة وبدون ان يعطي الرافضون انفسهم فرصة مناقشة الفكرة ولا حتى مجرد الاستماع والانصات لتلك الاصوات التي تنادي بها ويبدو انه لم يعد يبقى امامنا وحتى تكتمل الصورة سوى ترديد شعار ( جنوب نحميه بالالي لا للحكم الذاتي ) .